تهوي اليد الغليظة على الباب الخشبي ، تتواطئ معها القدم العمياء وتركل الباب ، يهتز الباب مترجرجا مترنحا ، تفقد الحناجر أحبالها الصوتية تحت وطأة صراخها المحموم ، تمتد يد تائهة ، تلتقط الهاتف ، يأتيه صوتها لاجئا متكسرا ، ضارعا ، و مقاوما دموعا مخنوقة
- قل لي أوحشتِني !
يستغرب قولها ، يستفسر ، فتبتهل إليه ألا يسأل ، يردد وراءها ما تريد سماعه .
تمتلئ بصوته الدافئ ، تستنشق وجوده البعيد فلا تعبأ بخوفها الناشب أنيابه في حناياها ، تتجه نحو الباب الذي مازال يصارع القدم العمياء ، تصم أذنيها ، تجلس خلف الباب مستندة عليه ، تطوي أجنحة خوفها على رأسها فلا تراهم وهم يدخلون ، يعبرون على جسدها المحتمي بصوته ، يدهسونها بسانبك خيلهم ، يعبثون بعرائسها وكتبها ، يحطمون أواني زهورها ، يخفون عطورها في جيوبهم ، يبعثرون ملابسها ، يصادرون ملابسها الداخلية ، تسمعهم يضحكون وهم يتقاذفون عُريها بين أيديهم ، ينصرفون بعد أن تتلقى وعودهم بالعودة قريبا ، تلملم مابقي منها ، تلتقط صورته الملقاة على الأرض ، تعيدها إلى الإطار المهشم ، تجمع قطع الزجاج المتناثرة ، تعيد ترتيبها على الصورة ، تضمها إليها ، تهتف به : أوحشتََني
- قل لي أوحشتِني !
يستغرب قولها ، يستفسر ، فتبتهل إليه ألا يسأل ، يردد وراءها ما تريد سماعه .
تمتلئ بصوته الدافئ ، تستنشق وجوده البعيد فلا تعبأ بخوفها الناشب أنيابه في حناياها ، تتجه نحو الباب الذي مازال يصارع القدم العمياء ، تصم أذنيها ، تجلس خلف الباب مستندة عليه ، تطوي أجنحة خوفها على رأسها فلا تراهم وهم يدخلون ، يعبرون على جسدها المحتمي بصوته ، يدهسونها بسانبك خيلهم ، يعبثون بعرائسها وكتبها ، يحطمون أواني زهورها ، يخفون عطورها في جيوبهم ، يبعثرون ملابسها ، يصادرون ملابسها الداخلية ، تسمعهم يضحكون وهم يتقاذفون عُريها بين أيديهم ، ينصرفون بعد أن تتلقى وعودهم بالعودة قريبا ، تلملم مابقي منها ، تلتقط صورته الملقاة على الأرض ، تعيدها إلى الإطار المهشم ، تجمع قطع الزجاج المتناثرة ، تعيد ترتيبها على الصورة ، تضمها إليها ، تهتف به : أوحشتََني
*************************************************************
Dis-moi: "tu me manques!"
قل لي : " أوحشتني!"
Intissar 'Abd El Mon'em
La rugueuse main s'abat sur la porte en bois. Le pied aveugle s'associe avec elle en lui donnant un coup de pied. La porte la porte se secoue en vibrant et chancelant. Les gorges perdent leurs cordes vocales sous l'effet des cris frénétiques. Une main égarée se tend pour prendre le téléphone. Sa voix brisée demandant refuge lui parvient. Suppliante et résistant à ses larmes étouffées, elle dit:
-- Dis-moi que je te manque!
Surpris par ce qu'elle dit, il la prie de lui expliquer ce qui s'est passé et elle le supplie de ne lui poser aucune question. Il répète après elle ce qu'elle a voulu entendre. Comblée de sa chaleureuse voix, elle aspire son odeur et son existence très lointaine. Elle ne s'intéresse plus à son angoisse qui lui enfonce les crocs dans les entrailles. Elle se dirige vers la porte qui continue à résister à l'aveugle pied. Elle fait la sourde oreille. Elle s'assoie derrière la porte en s'appuyant sur elle. Elle replie les ailes de sa frayeur sur sa tête et elle ne les voit pas entrer. Ils passent sur son corps réfugié dans sa voix. Ils la foulent avec les sabots de leurs chevaux. Ils se jouent de ses poupées et de ses bouquins et écrasent ses pots des fleurs. Ils cachent ses flacons de parfum dans leurs poches, dispersent ses belles robes et s'approprient ses sous-vêtements. Elle les entend éclater des rires tout en se lançant des mains sa nudité. Ils prennent congé et partent après avoir promis de retourner très prochainement. Elle ramasse ce qui est resté d'elle, tend la main vers sa photo gisante par terre et la remet dans le cadre détruit. Elle rassemble les fragments des verres éparpillés, les réorganise sur la photo qu'elle étreint tout en murmurant: "Tu me manques!".
Intissar 'Abd El Mon'em
Nouvelliste et romancière de l'Egypte
ترجمتها الأديبة التونسية
Dis-moi: "tu me manques!"
قل لي : " أوحشتني!"
Intissar 'Abd El Mon'em
La rugueuse main s'abat sur la porte en bois. Le pied aveugle s'associe avec elle en lui donnant un coup de pied. La porte la porte se secoue en vibrant et chancelant. Les gorges perdent leurs cordes vocales sous l'effet des cris frénétiques. Une main égarée se tend pour prendre le téléphone. Sa voix brisée demandant refuge lui parvient. Suppliante et résistant à ses larmes étouffées, elle dit:
-- Dis-moi que je te manque!
Surpris par ce qu'elle dit, il la prie de lui expliquer ce qui s'est passé et elle le supplie de ne lui poser aucune question. Il répète après elle ce qu'elle a voulu entendre. Comblée de sa chaleureuse voix, elle aspire son odeur et son existence très lointaine. Elle ne s'intéresse plus à son angoisse qui lui enfonce les crocs dans les entrailles. Elle se dirige vers la porte qui continue à résister à l'aveugle pied. Elle fait la sourde oreille. Elle s'assoie derrière la porte en s'appuyant sur elle. Elle replie les ailes de sa frayeur sur sa tête et elle ne les voit pas entrer. Ils passent sur son corps réfugié dans sa voix. Ils la foulent avec les sabots de leurs chevaux. Ils se jouent de ses poupées et de ses bouquins et écrasent ses pots des fleurs. Ils cachent ses flacons de parfum dans leurs poches, dispersent ses belles robes et s'approprient ses sous-vêtements. Elle les entend éclater des rires tout en se lançant des mains sa nudité. Ils prennent congé et partent après avoir promis de retourner très prochainement. Elle ramasse ce qui est resté d'elle, tend la main vers sa photo gisante par terre et la remet dans le cadre détruit. Elle rassemble les fragments des verres éparpillés, les réorganise sur la photo qu'elle étreint tout en murmurant: "Tu me manques!".
Intissar 'Abd El Mon'em
Nouvelliste et romancière de l'Egypte
ترجمتها الأديبة التونسية
رفيقة أحلامي المسافرة
آسية السخيري
21 comments:
هنا أستطيع من جديد ترديد العبارة
" كلما ضاقت العبارة .. اتسع المعني "
سطور قليلة ، لكنها فوارة بالحركة والصخب والأنوثة
والأنوثة هنا هي الأنوثة التي عرفناها بكل صدقها وضعفها واحتياجها للآخر الذي لم يعد سوي صورة ، تاركا إياها نهبا للطامعين .
أجمل ما في القصة
الأحاسيس التي لم تقلها الكاتبة ، وإنما عبرت عنها بحنكة وبراعة واقتصاد في الكلمات
شكرا انتصار
الأستاذ شوقي عبد الحميد يحيى
الورشة
الأديبة القاصة انتصار عبد المنعم
أقصوصتك حققت في رأيي نجاحات كبيرة ، لغتها الهادئة المفعمة بأنفاس الأنوثة ، المحفوفة بوعي سردي غاية في الإحكام ، المكثفة بشكل يثير الدهشة حتى أنني لأشبهها بلمسة من صاعق كهربائي بقدر بساطتها لكن تاثيرها غير محدود
تمرين على مناطق رأيت بها بعض الإسقاطات الناجحة ، تكسير الأنثى (الداخلي / الخارجي) لملمة الأشياء ، الوعد بالعودة ، معنى الوحشة بشقيه اللهفة والاشتهاء ، الحلم بعودة ذلك الحبيب ليدافع عن هذه الأشياء المتشظية حول الساردة ، الصورة التي تلتقطها وتنظر إليها وتقول أوحشتني ، نعم هي صورة مهشمة مكسرة ، وهي رغبة عارمة في الخلاص والقوة ، وانحناء طبيعي أمام منطق الهمجية والتلصص ، وانتظار لحظة الرد القاسي ، والفرح المبين
شكرا لك كثيرا
دكتور محمد ربيع هاشم
قيل عن " سومرست سوم " إنه يكتب بضع صفحات من القص ،ما لا يستطيع غيره كتابته في عشرات الصفحات ..
قد يكون هذا القول مشابها للمأثور من كلام البلاغيين : خير الكلام ما قلّ ودل ... لكنّ الأمر ليس كذلك ... فالمقصود أن سومرست سوم يتعامل مع اللغة تعامل الصائغ مع الذهب : لا تفريط في اللغة ، كما لا تفريط بالذهب ...
ما علاقة انتصار بسومرست سوم ؟ العلاقة تكمن في أن قليلها من الكلمات ، كثير في معناه ... أعني أنها صائغة ماهرة تعرف كيف تنتقي خرزات كلماتها القليلة لقلادة فكرتها الباذخة الجمال
الشاعر العراقي الأستاذ يحيى السماوي
أختي العزيزة انتصار
أوحشتني فعلاً
وأنت دائماً قريبة جداً من االقرب
يا أختي بكلماتك هذه قليلة العدد عبرت عن مشاعر كثيرة جداً، ربما يختلف عندي معنى زوار الليل، ربما أستبدلهم بالأناس المحيطين بنا، بينما يظل هذا الحبيب بعيداً كما في الصورة محطمة الزجاج، هل لابد له أن ترجوه بصوتها الملبد بالبكاء ليسمعها "أوحشتني"؟ ألم يكن قادراً على أن يقولها بنفسه؟ لماذا لايشعر بها؟ لماذا ينتظر كي تخلع عنها كبرياء المرأة أو وجه القوة الذي تتوارى خلفه فتستجدي مشاعره؟ بينما يندهش من طلبها هذا ويكتفي بأن "يردد ورائها ماتريد سماعه"!!
أختي الحبيبة...كثير هذا النوع من "الصور محطمة الزجاج" نظل نحن نحافظ عليها ونجمع زجاجها ونضعها ف البرواز ونظل نستحضر مشاعرنا نحوها، ولكنها للأسف تكتفي بدور الغائب البعيد...كبيرة جداً عنده أن يخلع عنه الكبر ويقول بمنتهى البساطة "أوحشتني".
أختي الحبيبة حقاً أنت أوحشتني...ولكن كلماتك أوجعتني...
هل أنت دوماً هكذا، تقرأين إحساس غيرك وتسجلينه بمنتهى البراءة؟!
إلى المزيد عزيزتي.
عبلة
الأستاذة عبلة عزت
أقولها لألف مرة وأزيدهم بألف
دونما إكتفاء
إنتصاري
أوحشتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
..........
أوحشتني حروفك الناطقة بالألم
وكلماتك الصارخة بالظمأ
ومعانيك الناضحة بالدماء
ياالله
كم لقصتك من دلالات .. يعجز القلم
عن فضح معاناته معها
فينكسر
منكفئا
فوق جثة
صاحبه
دمت
ولا أروع
الشاعرة الأستاذةزينات القليوبي
طبعاً لأنني أغار منك جداً وأحسدك للغاية أجلت دخولي كي أقرأ وأعلق ومثل العادة ستحصدين علاماتي العشر التي أملك أيتها البنت الفاتنة والمبدعة والرائعة روايتك الصغيرة قصيدة كبيرة أيتهاالبنت.....أيتها البنت
الشاعر الأستاذ
وفائي ليلا
قدرتك على اختزال أدق المشاعر الأنثوية
والبوح بها من دون نطقها
وتعبيرك اللفظى عن زوار الليل
الذين يقتحمون كل شى فى عالمنا دون شفقة أورحمة ..
والعرض البشع لعملية إنتهاك حرمة بطلة حكايتك
كان أكثر من رائع
*****
تحياتى لأديبه كلما قر أت إبداعها
أخذت أخذا
وحلقت معها وعايشت حكاياتها
التى تعبر عن أدق وأرق المشاعر
الشاعر الأستاذ محمود عبد الحليم
طبعا كل الكلام الكبير إتقال
لكن لسة ماتقلش إن الحكاية ليها معانى كتير ممكن كل واحد يفسرها على هواة
إبداع حقيقى أن تجمعى معانى كثيرة فى حكاية واحدة
رائع و أتمنى أن المذيد
تقبلى خالص تقديرى
أنتي بأختصار مبدعه
سطورك فيها طابع شعري جميل أوي كأنك كتبتي قصه وقصيده في أطار واحد
يمكن قرأتها ثلاث مرات وساقرأها مجددا لأستمتع بأحساس بطلتك وبهذا الحزن الهادئ الذي أحسست به بعد قرأتي لسطورك
أشكرك على متعة قرأة كتاباتك
خالص تحياتي وتقديري للأديبه والأنسانه أنتصار عبد المنعم
لو سعني القول و طاوعني القلب المرهق و منحتني اللغة من عشقها الكثير، و قلت و قلت و قلت.. ما زت شيئا في ما تركت من انسانية لا تكون إلا في علم الحقيقة/الحب/الأنسان
دمت في .... ما تتمنين
السلام عليكم
علي الرغم من كل ما هي فيه تنتظر منه كلمة واحده
كلمة تغنيها عن اي شئ اخر
كلمة تشفي قلبها
كلمة تنسيها ما هي فيه
القاصة الجميلةانتصار عبد المنعم
فتفوته حلوة جدا
حقيقي فتافيتك روعه
اتمنى رؤياك بالاسكندرية
تحياتى
القاصة الجميلةانتصار عبد المنعم
قرأت هنا فتافيت من الابداع رائعة
تشبه فتافيت السكر
اتمنى رؤيتك غدا الجمعه بالاسكندرية
لك ارق تحيه
القاصة الجميلةانتصار عبد المنعم
قرأت هنا فتافيت من الابداع رائعة
تشبه فتافيت السكر
اتمنى رؤيتك غدا الجمعه بالاسكندرية
لك ارق تحيه
القاصة الجميلةانتصار عبد المنعم
قرأت هنا فتافيت من الابداع رائعة
تشبه فتافيت السكر
اتمنى رؤيتك غدا الجمعه بالاسكندرية
لك ارق تحيه
القاصة الجميلةانتصار عبد المنعم
قرأت هنا فتافيت من الابداع رائعة
تشبه فتافيت السكر
اتمنى رؤيتك غدا الجمعه بالاسكندرية
لك ارق تحيه
الكاتبه العميقه/ انتصار
يبدو ان قلمك قد تعود على الغوص فى اعماق النفس البشريه فنجده يغوص حتى اعماق الاعماق وتختارين كلماتك كلؤلؤ لايوجد الا فى اعماق النفس البشريه والجميل هو تعبيراتك عن مايموج فى النفس ويصوغه الفكر بكلمات قليله لكنها تحمل الكثير من المعانى والاسقاطات التى تغنى عن الكثير من الشرح
---------
سعدت جدا بزيارتك لى فى مدونتى المتواضعه وسعدت اكثر بفتفوتتك السكريه التى مازلت احمل طعمها فى روحى .
يعطيكي العافية
ربما هي الافكار او ربما هية القصاصات او هوة العصف الذهني الذي يولد الافكار والكلمات في جعبتك صديقتي
فلا زلت تتألقين كلما احتضنت أصابعك القلم وتندفع حروفك كل مرة لتعطينا سلة من ازهار الكلمات كلها اجمل من بعضها وعضها اجمل من كلها
دمتي بخير ودام قلمك
أم المييس
حقيقي نص يحمل الكثير
من الرؤية والإحساس
تحياتي
أختى العزيزة/ انتصار مساء الخير أنا تشرفت بزيارة مدونتك فهى جميلةحقا وانتى شاعرة رائعة وكذك من قامت بترجمةشعرك انها حقا مدونة رقيقة وجميلة والى مزيد من من التقدم والرقى وسلامى
أصدقائي وصديقاتي
كل من قرأ ومر من هنا
وكل من شرفني بتعليقه
شكرا لكم أسعدتني زيارتكم
مودتي لكم
Post a Comment