مقتطفات من الدراسة التي كتبها الشاعر والناقد أحمد فضل شبلول تحت عنوان "رواية الإسكندرية بين التجلي والخفاء" والتي تضمنها كتاب مؤتمر اليوم الأدبي الواحد الذي أقيم تحت عنوان (تطور الرواية السكندرية في الربع الأخير من القرن العشرين والذي أقيم في يوم 13يونيو بالأسكندرية
وقائع سنوات التيه في رواية انتصار عبد المنعم
مابين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تتردد رواية انتصار عبد المنعم لتؤكد لنا أن الكاتبة على وعي عميق بكل المتغيرات التي تمر في بلادها سواء على الصعيد المحلي أو العربي خلال الثلاثين عاما الأخيرة
******
ولأن مقدمات الواقع نفسه لم تقد إلى نتائج منطقية ، جاءت الرواية على هذا النحو، فمن يتوقع أن أولاد عبد الحميد الشرقاوي ابن الحكومة الذي يعمل بالداخلية ويُحسب له ألف حساب ، تصل الأمور بابنته نادية إلى هذا الحد، ويهاجر ابنه الوحيد ماجد إلى اسرائيل مع راقصة بلشوي معتزلة، ليبدأ حياته هناك بعد أن تلطم كثيرا في حياته بعد تخرجه ، وقبض عليه بالخطأ، لأنه كان يسير بجوار مظاهرة يشارك فيها بعض الشباب من الجماعات الإسلامية،ولأنه لم يحلق ذقنه منذ عدة أيام بسبب قرفه وزهقه وبحثه عن عمل ، فظن أفراد الشرطة أنه من هلاء الشباب المنتمين للجماعات الإسلامية
******
عندما عرضت عليه نتاشا الذهاب معها إلى اسرائيل وأقنعته بأن هناك معاهدة سلام بين البلدين، لم يجد ماجد من فكر يحميه أو من وازع وطني يشده للبقاء في مصر. وعلى الرغم من الكاتبة لم تهدف من روايتها إلى التحذير المباشر من أن سوء معاملة الشباب ، وعدم توفير فرص العمل الشريف لهم ، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص ،تكون مغبته وعواقبه أكثر بكثير مما يظنه البعض ، فإن ملامستها لهذه القضية الخطيرة ، ملامسة فنية عابرة ،قد فجر الكثير من علامات الاستفهام ، واوضح الكثير مما هو مسكوت عنه بهذه القضية التي يحاول الإعلام أن يدير ظهره لها ، ولكن تفضحها الكاتبة بمقدمات مقنعة تقود إلى نتئج محسوبة وخطط لها سلفا على الجانب الآخر
**
وعلى الرغم من أن هذه الرواية الأولى للكاتبة انتصار عبد المنعم ، سبقتها مجموعة قصصية بعنوان "عندما تستيقظ الأنثى" إلا أنها تعتمد على خبرة حياتية كبيرة ، ووعي حاد بالوجود من حولها ، فضلا عن امتلاكها لنفس طويل في الكتابة ، أتاح لها التأمل رغم سرعة الأحداث واختصارها أو اختزالها في فصول معينة ، بما يشي بإجادة الكاتبة لبلاغة الاختزال ، أو بلاغة الحذف ، فلا مجال للثرثرة والحكي الزائد أو السرد الذي يدخل بنا في مناطق مترهلة كان يمكن أن تطول بها عن234صفحة ، هي عدد صفحات الرواية .
مابين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تتردد رواية انتصار عبد المنعم لتؤكد لنا أن الكاتبة على وعي عميق بكل المتغيرات التي تمر في بلادها سواء على الصعيد المحلي أو العربي خلال الثلاثين عاما الأخيرة
******
ولأن مقدمات الواقع نفسه لم تقد إلى نتائج منطقية ، جاءت الرواية على هذا النحو، فمن يتوقع أن أولاد عبد الحميد الشرقاوي ابن الحكومة الذي يعمل بالداخلية ويُحسب له ألف حساب ، تصل الأمور بابنته نادية إلى هذا الحد، ويهاجر ابنه الوحيد ماجد إلى اسرائيل مع راقصة بلشوي معتزلة، ليبدأ حياته هناك بعد أن تلطم كثيرا في حياته بعد تخرجه ، وقبض عليه بالخطأ، لأنه كان يسير بجوار مظاهرة يشارك فيها بعض الشباب من الجماعات الإسلامية،ولأنه لم يحلق ذقنه منذ عدة أيام بسبب قرفه وزهقه وبحثه عن عمل ، فظن أفراد الشرطة أنه من هلاء الشباب المنتمين للجماعات الإسلامية
******
عندما عرضت عليه نتاشا الذهاب معها إلى اسرائيل وأقنعته بأن هناك معاهدة سلام بين البلدين، لم يجد ماجد من فكر يحميه أو من وازع وطني يشده للبقاء في مصر. وعلى الرغم من الكاتبة لم تهدف من روايتها إلى التحذير المباشر من أن سوء معاملة الشباب ، وعدم توفير فرص العمل الشريف لهم ، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص ،تكون مغبته وعواقبه أكثر بكثير مما يظنه البعض ، فإن ملامستها لهذه القضية الخطيرة ، ملامسة فنية عابرة ،قد فجر الكثير من علامات الاستفهام ، واوضح الكثير مما هو مسكوت عنه بهذه القضية التي يحاول الإعلام أن يدير ظهره لها ، ولكن تفضحها الكاتبة بمقدمات مقنعة تقود إلى نتئج محسوبة وخطط لها سلفا على الجانب الآخر
**
وعلى الرغم من أن هذه الرواية الأولى للكاتبة انتصار عبد المنعم ، سبقتها مجموعة قصصية بعنوان "عندما تستيقظ الأنثى" إلا أنها تعتمد على خبرة حياتية كبيرة ، ووعي حاد بالوجود من حولها ، فضلا عن امتلاكها لنفس طويل في الكتابة ، أتاح لها التأمل رغم سرعة الأحداث واختصارها أو اختزالها في فصول معينة ، بما يشي بإجادة الكاتبة لبلاغة الاختزال ، أو بلاغة الحذف ، فلا مجال للثرثرة والحكي الزائد أو السرد الذي يدخل بنا في مناطق مترهلة كان يمكن أن تطول بها عن234صفحة ، هي عدد صفحات الرواية .
No comments:
Post a Comment