أن تكون سمير الفيل!!
فلاش أول
مؤتمر أدباء مصر بالأسكندرية 2009، في الافتتاح يسأل سمير الفيل وزير الثقافة سؤالا عن حال الثقافة و دور السينما ، وبعده أسال عن ثقافة الأقدام التي طغت في أزمة مصر والجزائر الكروية. وفي جلسة أخرى يجلس سمير الفيل بقلمه على المنصة يسجل كل كلمة ، وأسأل دكتور أحمد مجاهد بعد أن أطلق مسمى برلمان المثقفين على المؤتمر ، سالته لماذا لا يقيم الأدباء كلهم في نفس الفندق انطلاقا من كونه برلمانا له قبة واحدة يجب أن تظلل الجميع ، فلا يقيم بعضهم في مرتبة الخمس نجوم، بينما أكثرهم في فنادق عادية ؟. ويسجل سمير وينشرها في الملف الذي أعده للنشر في مجلة الثقافة الجديدة ، وأصبح في نظره "بنت سكندرية جدعة" فيكلفني بالاشتراك في الملف بمقال كان عنوانه " كل شئ يبدأ بحلم".
فلاش أول مكرر
ملتقى القاهرة الخامس للرواية 2010، في كل جلسة نحضرها معا ، تذهب ورقة واحدة بها اسم سمير الفيل في المقدمة، بينما اسمي يستدفئ في ظل اسمه، يسأل سمير وأتبعه ، يعود إلى مكانه، وأعود لمكاني بجواره ويقول أيضا " جدعة يا نتصار".
سمير في الأمام دوما ؛ في الفندق وفي المجلس الأعلى للثقافة ، الجميع يعرفونه ، والكاميرا بيدي تسجل ضحكاته وقفشاته ، أصبحت المصور الشخصي للعم سمير، بعد انتهاء جلسات اليوم تجمعنا أوقات ولقطات المزاح والروقان والسهرة اليومية في بهو الفندق على أنغام الموسيقى والغناء الطازج من مطربي الفندق .
سمير الفيل صديقي ، إتكأ على ذراعي ذات مساء في طريقنا إلى اتحاد الكتاب ، واتكأت على وجوده في صباحات و مساءات مليئة بوجوه كانت بالنسبة لي غريبة ، وبفضله ألفتها وألفتني .
بلا مونتاج!!
أن تكون سمير الفيل يعني أن تتغنى للنوارس تماما كما تتغنى للكلوك والنعال والكعب كباية ، يعني أن تكون فلفل بائع الأحذية الذي يرصد عوالم البشر ، يعني أن تنتبه إلى خوذتك، فكيف لمحارب أن يحارب بلا خوذة، وهو لا يملك من الحياة سوى خوذة ونورس وحيد؟
أن تكون سمير الفيل يعني أن تكون في بساطة المزاوجة بين بيع الأحذية وكتابة القصص بعد الواحدة صباحا .
أن تكون سمير الفيل يعني أن تتعبد في محراب الكلمات، لا يهمك على أي شكل ستخرج مواليدك ؛ شعرا ، قصصا ، رواية ، أو مسرحيات ، فالكل بعض فيض ينهمر كحبات المطر كيفما وأينما شاء . أن تكون سمير الفيل فلن يهمك أبدا ألاعيب القرود في مملكة الأسود ، أو حتى في ظل حجرة ، إذا انتصف صيف مدينة مليئة بالرجال والشظايا. لن تخجل وأنت على الأرجوحة ، تأخذك شمال يمين ، تنسيك مكابدات الطفولة والصبا وأنت تتطلع مع حسناء إلى صندل أحمر وريحة الحنة تفوح من كفيها . أن تكون سمير الفيل فلابد ألا تنسى وميض تلك الجبهة التي تأتيك مثل ندهة من ريحة زمان تذكرك بهوا بحري وبنات بحري وقبلاتهن المميتة . أن تكون سمير الفيل يعني أن تتقن كيف تتهجى الوطن في النور ، وتسرج من أجله الخيول ، و يعلو صوتك بالصلاة من أجله على سجادة الروح في جبهة الحروف .
أن تكون سمير الفيل يعني ألا تشبه أحدا ولا يشبهك أحد...
انتصار عبد المنعم
فلاش أول
مؤتمر أدباء مصر بالأسكندرية 2009، في الافتتاح يسأل سمير الفيل وزير الثقافة سؤالا عن حال الثقافة و دور السينما ، وبعده أسال عن ثقافة الأقدام التي طغت في أزمة مصر والجزائر الكروية. وفي جلسة أخرى يجلس سمير الفيل بقلمه على المنصة يسجل كل كلمة ، وأسأل دكتور أحمد مجاهد بعد أن أطلق مسمى برلمان المثقفين على المؤتمر ، سالته لماذا لا يقيم الأدباء كلهم في نفس الفندق انطلاقا من كونه برلمانا له قبة واحدة يجب أن تظلل الجميع ، فلا يقيم بعضهم في مرتبة الخمس نجوم، بينما أكثرهم في فنادق عادية ؟. ويسجل سمير وينشرها في الملف الذي أعده للنشر في مجلة الثقافة الجديدة ، وأصبح في نظره "بنت سكندرية جدعة" فيكلفني بالاشتراك في الملف بمقال كان عنوانه " كل شئ يبدأ بحلم".
فلاش أول مكرر
ملتقى القاهرة الخامس للرواية 2010، في كل جلسة نحضرها معا ، تذهب ورقة واحدة بها اسم سمير الفيل في المقدمة، بينما اسمي يستدفئ في ظل اسمه، يسأل سمير وأتبعه ، يعود إلى مكانه، وأعود لمكاني بجواره ويقول أيضا " جدعة يا نتصار".
سمير في الأمام دوما ؛ في الفندق وفي المجلس الأعلى للثقافة ، الجميع يعرفونه ، والكاميرا بيدي تسجل ضحكاته وقفشاته ، أصبحت المصور الشخصي للعم سمير، بعد انتهاء جلسات اليوم تجمعنا أوقات ولقطات المزاح والروقان والسهرة اليومية في بهو الفندق على أنغام الموسيقى والغناء الطازج من مطربي الفندق .
سمير الفيل صديقي ، إتكأ على ذراعي ذات مساء في طريقنا إلى اتحاد الكتاب ، واتكأت على وجوده في صباحات و مساءات مليئة بوجوه كانت بالنسبة لي غريبة ، وبفضله ألفتها وألفتني .
بلا مونتاج!!
أن تكون سمير الفيل يعني أن تتغنى للنوارس تماما كما تتغنى للكلوك والنعال والكعب كباية ، يعني أن تكون فلفل بائع الأحذية الذي يرصد عوالم البشر ، يعني أن تنتبه إلى خوذتك، فكيف لمحارب أن يحارب بلا خوذة، وهو لا يملك من الحياة سوى خوذة ونورس وحيد؟
أن تكون سمير الفيل يعني أن تكون في بساطة المزاوجة بين بيع الأحذية وكتابة القصص بعد الواحدة صباحا .
أن تكون سمير الفيل يعني أن تتعبد في محراب الكلمات، لا يهمك على أي شكل ستخرج مواليدك ؛ شعرا ، قصصا ، رواية ، أو مسرحيات ، فالكل بعض فيض ينهمر كحبات المطر كيفما وأينما شاء . أن تكون سمير الفيل فلن يهمك أبدا ألاعيب القرود في مملكة الأسود ، أو حتى في ظل حجرة ، إذا انتصف صيف مدينة مليئة بالرجال والشظايا. لن تخجل وأنت على الأرجوحة ، تأخذك شمال يمين ، تنسيك مكابدات الطفولة والصبا وأنت تتطلع مع حسناء إلى صندل أحمر وريحة الحنة تفوح من كفيها . أن تكون سمير الفيل فلابد ألا تنسى وميض تلك الجبهة التي تأتيك مثل ندهة من ريحة زمان تذكرك بهوا بحري وبنات بحري وقبلاتهن المميتة . أن تكون سمير الفيل يعني أن تتقن كيف تتهجى الوطن في النور ، وتسرج من أجله الخيول ، و يعلو صوتك بالصلاة من أجله على سجادة الروح في جبهة الحروف .
أن تكون سمير الفيل يعني ألا تشبه أحدا ولا يشبهك أحد...
انتصار عبد المنعم
No comments:
Post a Comment