ميدل ايست أونلاين
|
||||||||||||||
القاهرة
ـ أشاد نقاد مصريون بالمجموعة القصصية "نوبة رجوع" للقاصة والروائية
انتصار عبدالمنعم، وأجمعوا على أنها خير مثال لما يعرف بـ (القصة القصيدة).
جاء ذلك في الندوة التي أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة
لمناقشة المجموعة القصصية (نوبة رجوع) الصادرة عن دار الكفاح بالدمام
بالسعودية . ناقش المجموعة الناقد والشاعر شعبان يوسف، والدكتور شوكت
المصري، والناقد والقاص سمير عبدالفتاح، والناقد شوقي عبدالحميد يحيى.
وأدار الندوة الكاتب والناقد ربيع مفتاح.
وقال شعبان
يوسف: (نوبة رجوع) مجموعة متميزة ومتنوعة لا يوجد بها قصة تشبه أخرى. تجمع
بين مميزات القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا من حيث التركيز والتكثيف
بعيدا عن التكرار أو الاسهاب وهذا ما يزيد من صعوبة الكتابة نفسها.
المجموعة قفزت على القصة القصيرة التقليدية برشاقة مميزة لتحصل في النهاية
على مجموعة مميزة من الممكن أن نطلق عليها (القصة القصيدة) يميزها الاسلوب
الدافيء الناعم الذي يربط بين كل قصص المجموعة. ما فعلته الكاتبة في (نوبة
رجوع) كان مميزا فإلى جانب اللغة التي تميزت بها المجموعة، هناك أيضا صياغة
عبارات بها من الادهاش الكثير. هذه العبارت تميزت بها الكاتبة وكأنها
تنحتها مثل (تحمل قلبا يرفض قفصك الصدري)، (تمارس يأسك على قارعة الطرقات)
وغيرها مما يضفي الشاعرية على المجموعة لنجد أمامنا شكلا جديدا وهو (القصة
القصيدة) هذا المصطلح الذي أطلقه أولا الدكتور عبدالقادر القط ثم استخدمه
ادوارد خراط بعد ذلك، وبرعت الكاتبة في استخدام هذا النوع في مجموعتها.
أيضا
ـ يواصل يوسف ـ نجحت الكاتبة في استخدام اللغة المناسبة لكل قصة مما أخرج
الموت من مفهومه المعتاد كمناسبة للحزن لتجعله بداية لحياة أو مرحلة جديدة،
نعم للموت حضور كبير ولكن بمعان مختلفة وجديدة كما في قصص (انتقال، شاهد)
وغيرهما. حتى في استخدامها لبعض المفردات غير المألوفة مثل (تين شوكي،
كانون) وغيرها كان هناك انسجام تام بدون أي نتوء أو تنافر. ومن أجمل قصص
المجموعة (شاهد، يمامة ، انتقال)، أما الحرفية في الكتابة فقد ظهرت واضحة
في قصة (رجل) لتتحدث بلسان الرجل المهدورة كرامته داخل بيته ويحاول تعويضها
بصورة أو أخرى خارجه.
وقال
الناقد الدكتور شوكت المصري عن المجموعة: نجحت الكاتبة في مجموعتها أن
تستقريء في الحياة موتا وفي الموت حياة. فبالرغم من مشهد الموت الظاهر في
المجموعة إلا إنه ليس نهاية حزينة بل بداية لحياة قادمة. ففي المعتاد
للحياة أن تبدأ بالميلاد ثم الحياة ثم الموت، إلا أن الكاتبة بدأت بالموت
ثم الحياة ثم الميلاد. المجموعة بوجه عام هي حالة شعرية خالصة منذ أن
اختارت العنوان والغلاف وعناوين القصص التي تخدم السرد الداخلي في القصص
لتستلهم الحياة من الموت. وأضاف المصري أن في المجموعة تخرج القاصة ليس من
الشكل أو الجنس الأدبي المعروف للقصة القصيرة، بل تخرج أيضا من نطاق الجنس
بمعناه البيولوجي لتكتب بلسان الذكر فتعبر حدود القولبة النمطية النسوية
المتمركز حول الذات بمعناها وهويتها البيولوجية. تهتم بالتفاصيل الصغيرة مع
تكثيف شديد للغة بعيد عن الزيادات لتوحي بحالة شعرية متميزة. هذه المجموعة
المتميزة تجعلني أقول: )انتصار عبدالمنعم يجب أن تفخر بروعة أن تكون
مبدعة).
وذكر الناقد والقاص سمير عبدالفتاح أن "نوبة
رجوع" من المجموعات التي لفتت نظري بشدة كونها قفزت على ما يسمى بالكتابة
النسوية، لتعبر التصنيف وتطرق موضوعات متعددة ومتنوعة قفزت بها على النمطية
التي عهدناها في كتابة المرأة. وأضاف: في المجموعة نلحظ روحا من التمرد
سواء على المستوى الشخصي لشخوص القصص (توك توك 45) أو على مستوى تجاوز
الشكل المعتاد للقصة أو موضوع القصص نفسها، وهذا ينطبق على كثير من القصص،
ومنها على سبيل المثال (متى يأتي سانتا، ويمامة) وغيرهما. وفي ذلك كان لها
قاموس لغة ثري خاص بها جعلها قادرة على الاستغناء عن العامية المبتذلة.
الكاتبة
تنحاز إلى شخصيات من طبقة لا يهتم بها أحد ولا يلاحظ وجودها في المجتمع .
ولكنها تكتب عنهم وتعطيهم أهمية بأسلوب مميز ولغة متفردة متميزة. لها أسلوب
وجيز ومكثف وكأنها تزن مفرداتها على ميزان للذهب، ولها قدرة الانتقال من
حالة إلى أخرى بسهولة وتميز.
أما الناقد شوقي عبدالحميد
فقد قال: هناك نوع من التحدي في المجموعة. فالكاتبة تحدت الشكل المتعارف
عليه للقصة والقصة القصيرة جدا لتخرج من حدود التقليدية مع أخذ مميزات
الشكلين معا. وهناك تحد في تنوع الموضوعات والشخصيات التي تكتب عنهم مع
الحفاظ على الجو العام أو الشعور المشترك الذي يجعل هناك وحدة تربط قصص
المجموعة. ومما يميزها أيضا الحركة التي تأتي من داخل الحدث نفسه الذي
تتناوله وكأنها ترسم لوحة بتفاصيلها لتبعد عن المباشرة الفجة ساعدها في ذلك
لغتها المتميزة والمكثفة.
|
Saturday, May 25, 2013
نقاد مصريون يشيدون بـ 'نوبة رجوع' شوكت المصري: انتصار عبدالمنعم تخرج من نطاق الجنس بمعناه البيولوجي لتكتب بلسان الذكر فتعبر حدود القولبة النمطية النسوية.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment