انتصار عبد المنعم: المغامرة دفعتني إلى تقليد أصوات الطيور
بوابة المرأة المصرية
http://nisfeldunia.ahram.org.eg/NewsQ/1259.aspx
2013-1-13 | 15:59
تكتب انتصار عبد المنعم الرواية والقصة بخصوصية أكسبتها ثقة القارئ،
ومكنتها من حصد جوائز متعددة، منها المركز الأول في القصة القصيرة بمسابقة
إحسان عبد القدوس 2010، وجائزة الدكتور عبد الغفار مكاوي للقصة باتحاد
الكتابعام 2011 عن مجموعة (عندما تستيقظ الأنثى)، كما تم اختيارها للتكريم
عن أديبات مصر في أول مؤتمر لأدباء مصر بعد الثورة العام الماضي، وحازت درع
الهيئة العامة لقصور الثقافة، ودرع اتحاد كتاب مصر.
لانتصار عبد المنعم إسهام متميز أيضًا في الكتابة للطفل، فضلاً عن
مشاركتها في مؤتمرات وورش عمل في هذا المجال، منها ورشة " كن ليبراليًّا "
لكتاب الطفل حول "تنمية مبادئ الليبرالية وحقوق المواطنة عند الأطفال" ،
برعاية مؤسسة فريدريش نومان الألمانية.
في حديثها لنا، تحكي انتصار عن تجربتها في "الكتابة للطفل"، قائلة:
"الحاجة أم الاختراع"، هكذا يقولون، وهذا ماحدث معي. فمنذ أكثر من عشرة
أعوام بدأت علاقتي بأدب الطفل، ومن الغريب أن الأمر بدأ معي شفاهة دون
تدوين، ويرجع الفضل في ذلك إلى إقامتي الطويلة خارج مصر في مدينة لا تمنح
للأطفال البهجة، فوجدت أن دوري (كأم) يحتم عليّ تقديم خبرات الحياة في صورة
مبهجة إلى الأطفال الذين ينفرون من المعلومة المجردة .
وبدأت في الاستزادة من العلوم المختلفة. ثم في أمسيات الشتاء الطويلة
والصيف المملة كنت أدس نفسي بينهم في فراشهم، أخلط المعرفة بالمغامرة لتخرج
القصة شفاهة. كنت أقلد أصوات الطيور والحيوانات، بل جعلت من أطفالي
أبطالاً للقصص التي أرويها لهم . كانت الصغيرة (غيداء)، كما في الواقع،
تأخذ دور المشاكسة، و(أسيل) تأخذ دور المغامرة العاقلة، أما (محمد) فهو
المغامر الطائش، وفي كل حكاية كانت لهم مغامرة مليئة بالمعلومات والمرح
جنبا إلى جنب، فأحيانًا تكون المغامرة في عالم الفراشات ومن خلالها نتعرف
على أنواعها المختلفة، وأحيانا في الغابة لنعرف كيف يعيش الفيل الإفريقي،
وكيف يختلف عن مثيله الهندي، وأحيانًا في عالم ذوي الإعاقة.
وهكذا في كل يوم كنت أقص قصصًا جديدة دون تدوين. وعندما كبر الأطفال، أردت
أن أخلد لحظاتنا معا، فكانت المشكلة أني نسيت أحداث أغلب القصص، فطلبت من
أطفالي الذين أصبحوا كبارا أن يقصوا عليّ ما كنت أقصه عليهم. وقد كان،
واستعدت القصص في صورتها الأولى، ثم عملت عليها تنقيحا وتعديلا، وفوجئت
بمحصلة جيدة تناسب أعمارا مختلفة، وبها قدر من المعلومات ومن خبرات الحياة
وكيفية التعايش مع الآخر ومع البيئة المحيطة.
وعلى الرغم من انشغالي بعالم السرد القصصي والروائي، تقول انتصار عبد
المنعم، جاءت لي فرصة الاشتراك في ورشة "كن ليبراليا" لكتاب الطفل حول
تنمية مبادئ الليبرالية وحقوق المواطنة عند الأطفال، برعاية مؤسسة فريدريش
نومان الألمانية، فقررت العودة إلى عالم الطفولة الجميل، ونشرت بعدها في
مجلة "قطر الندى" وغيرها. ومؤخرًا حدثت المفاجأة الأجمل على الإطلاق،
والفضل يعود إلى صديقي كاتب الأطفال (محمد عاشور هاشم)، الذي حثني على
التقدم لمسابقة سلسلة الكتب الثقافية لمكتب التربية العربي لدول الخليج،
وكانت المفاجأة أني حصلت على المركز الأول في المرحلة الخامسة للمسابقة عن
قصة (الأميرة الصلعاء).
وعن حاضر ومستقبل الكتابة للطفل، في ظل هيمنة الصورة والإنترنت والتقنيات
الحديثة، تقول انتصار عبد المنعم:حاضر ومستقبل الكتابة للطفل يحدده كاتب
أدب الأطفال نفسه. أي لابد لكاتب أدب الطفل أن يستوعب أن الطفل لم يعد هذا
الذي يرتضي الجلوس ليسمع قصة ما وهو عاقد ذراعيه أو وهو يستعد للنوم. بل
يجب عليه أن يقدم للطفل ما يجذبه ويغنيه عن متابعة برامج الفضائيات أو شبكة
الإنترنت. فلابد أن تكون القصة ذاتها عالما ديناميكيا به قدر من التشويق
والمغامرة، جنبًا إلى جنب مع القيمة أو المعلومة التي يريد إيصالها له. أما
من يغض الطرف عن ذلك كله، ويصر على كتابة قصص مباشرة تتحدث عن قيم أخلاقية
بصورة تقليدية على شاكلة "الولد الشاطر" الذي تظهر شطارته في شرب اللبن
وغسيل أسنانه، فلن يهتم بها أحد، ولن يكون لها أي تأثير.
وبسؤالها: لماذا تراجع أدب الطفل في مصر، بل وفي العالم العربي، في الآونة
الأخيرة، أجابت الكاتبة انتصار عبد المنعم: النظرة المنقوصة لأهمية مرحلة
الطفولة هي السبب الرئيس في عدم الاهتمام بالكتابة للطفل، بل وكل ما يخص
عالم الطفولة. والحقيقة أن مصر تتميز عن غيرها من الدول بالنظرة الدونية
لكاتب أدب الطفل، ومجال الكتابة للطفل عامة. فهناك نظرة متوارثة أن الكاتب
يبدأ بالكتابة للطفل ثم "ربنا يفتح عليه" فيكتب رواية وقصة وشعرًا بعد
ذلك! أي أن الكتابة للطفل محطة للبدء فقط. ومصر بها من الجوائز الكثير، لكن
أدب الطفل منسي للأسف. وهناك بعض الدول العربية تهتم بالأمر، وتخصص جوائز
ذات قيمة مالية كبيرة للفائزين.
No comments:
Post a Comment