كان من المنطقى أن نتساءل عن دور المثقف العربى فى الحياة الثقافية ونحن نشهد اقامة العديد من المؤتمرات والمهرجانات والمسابقات الأدبية . فمنذ أيام قلائل انتهى ملتقى القصة القصيرة وفاز فيه السورى باسم الشمالى بجائزة يوسف ادريس بينما ذهبت الجائزة الكبرى إلى القاص الكبير السورى «أيضا» زكريا تامر. ومن قبله انتهى المؤتمر الرابع والعشرون لاتحاد الأدباء والكتاب العرب دورة القدس فى الجماهيرية العربية الليبية ، وبعد عدة أيام قادمة ستشهد الأقصر مهرجان طيبة والذى سيحل عليه بابلو كويلهو ضيفا ، وبعده مؤتمر أدباء مصر الذى لم يستقر الرأى بعد على موعده ومكانه . وهكذا هنا وهناك مناسبات أدبية عديدة لم تعد تفرق كثيرا بين جنسية المشاركين فيها ، فقد اكتسب الجميع هوية واحدة وهى هوية الثقافة والأدب . ولذلك وعلى الرغم من الواقع الذى قد يظهر مساحة البون بين البلدان ، إلا أن هناك أقلاماً مازالت تكتب من أجل ترميم هذا الواقع مؤمنة بأن الثقافة من الممكن أن تكون حائط صد فى مواجهة حالة التشظى التى نعانى منها كشعوب ودول عربية وجدت نفسها فجأة وبدون مقدمات فى مواجهة عالم مفتوح على كل المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية.
ومن الأسماء التى آمنت بالامتداد الطبيعى للثقافة على رقعة الوطن العربى والتى سيجرى تكريمها فى مؤتمر أدباء مصر لهذا العام ؛ الروائى والناقد المسرحى ابراهيم جادالله ، الذى عمل كخبير للمسرح بجامعة الدول العربية عامى 82 و 83، ومستشارا للمسرح بمكتب وزير الثقافة اليمنى ،إلى جانب التحكيم فى كثير من التظاهرات الأدبية والثقافية عربيا ومحليا . له العديد من الأعمال الأدبية مابين مجموعات قصصية وروايات ودراسات نقدية جميعها تعكس رؤيته التى لا تعترف بالحدود فيما يتعلق بالثقافة والفن والأدب،بل إنه يؤمن أن فعل الكتابة نفسه «فعل مشاركة حقيقى نوع من أنواع زواج المشاعر والأفكار،ولو مؤقت آنى وسريع بين طرفين مختلفين ومتباعدين «»
فى كتابه «شدو طائر عربي» جمع باقة من الحوارات التى تناولت الكثير من القضايا الفكرية والثقافية والابداعية والفنية من وجهة نظر مجموعة من الأدباء والفنانين العرب مثل الكاتب المغربى محمد شكرى صاحب «الخبز الحافي» والشاعر اليمنى الدكتور عبد العزيز المقالح ، والفنان المسرحى التونسى المنصف السويسى ،والفنان المغاير مارسيل خليفة ، والروائى السعودى عبد الرحمن منيف ، والروائى الجزائرى واسينى الأعرج ، وأيضا الروائى يوسف القعيد الذى يصفه بأنه «من أبرز كتاب جيل الستينات فى مصر والمنطقة العربية ومن أكثرهم وعيا وفهما للواقع العربى وطموحاته ، نهوضه وسقوطه وانكساره وتحدياته «». ويجىء كتاب إبراهيم جاد الله «بيت من زجاج وحجر» ليعكس وبجلاء تلك الرؤية التى تتشبث بحلم القومية ، ولكن ليس بمفهومها العادى المنسحب على الجنس كعرب فقط ، بل يتحدث عن الثقافة الواحدة فى تجذراتها المتشابهة ، وفى ثمارها وتبرعماتها المتنوعة يضم الكتاب مجموعة من المقالات التى تتناول وكما يذكر الكاتب نفسه «»رؤى مغايرة عن أفكار عابرة ، تحاول استباق المألوف أو تجاوزه، وأخرى متجذرة تجذر اليقين».
يتحدث عن الثقافة واشكالياتها وعن المثقف الذى يصفه بأنه «مسكين ويكون أكثر مسكنة إذا كان مبدعا أديبا أو شاعرا او صحافيا» وذلك لأنه»أضعف حلقات السلسلة الثقافية التى تتكون من مبدع وقارئ ووسيلة نقل للإبداع»
وفى مقال بعنوان «سؤال الكتابة وخيارات الكاتب «يطرح الكاتب سؤالاً : « ما الذى نكتبه اليوم؟»مفرقا بينه وبين سؤال آخر لا يقل أهمية «ما الذى نكتب عنه؟» بعد أن حلل اتجاهات الكتابة ومقاصدها منتهيا برأى قد يراه كثيرون منطقيا ، بل ربما يكون هو الحل الوحيد لتقبل الرأى الآخر «ليس المطلوب أن يبحث الكاتب عن قضية كى يعتنقها ، ولكن من الضرورى ألا يتجاهل أو ينكر القضايا القائمة».
يتناول الكاتب أيضا قضية الرقابة على الإبداع والتى لا تقتصر على الرقابة الرسمية التى تمارسها بعض جهات القراءة والنشر بل تمتد إلى الرقابة الذاتية أو «الأهلية أى التقاليد والأعراف الدينية والاجتماعية»، وتناول أيضا ما أسماه «لغة الاحتراب ،والمدارس الأدبية» ليتحدث عن انتهاء عصر المدارس الأدبية المقولبة التى راجت فى الستينات من القرن العشرين وعن محاولة بعض الحداثيين استنساخ اتجاهات جديدة من تلك المدارس التى فقدت بريقها السابق.
لم تقتصر مساهمات الروائى ابراهيم جادالله على الاعمال الفردية أى التى يتصدر اسمه غلافها متفردا ككاتب يمتلك العمل ،بل لقد كان له سبق فتح طاقة العمل المشترك فى عمل واحد ،بل لقد تحدى حدود الجغرافيا التى نشأ رافضا لها منذ تشكل وعيه القومى ليكتب رواية «ايميلات تالى الليل» بالاشتراك مع الأديبة العراقية كلشان البياتى وذلك باستخدام تقنية الايميلات والعمل عن طريق التواصل عبر شبكة الانترنت التى أزالت كل الحواجز لتخرج الرواية المشتركة لافتة فى مضمونها وفى التقنية المكتوبة بها
ومن الأسماء التى آمنت بالامتداد الطبيعى للثقافة على رقعة الوطن العربى والتى سيجرى تكريمها فى مؤتمر أدباء مصر لهذا العام ؛ الروائى والناقد المسرحى ابراهيم جادالله ، الذى عمل كخبير للمسرح بجامعة الدول العربية عامى 82 و 83، ومستشارا للمسرح بمكتب وزير الثقافة اليمنى ،إلى جانب التحكيم فى كثير من التظاهرات الأدبية والثقافية عربيا ومحليا . له العديد من الأعمال الأدبية مابين مجموعات قصصية وروايات ودراسات نقدية جميعها تعكس رؤيته التى لا تعترف بالحدود فيما يتعلق بالثقافة والفن والأدب،بل إنه يؤمن أن فعل الكتابة نفسه «فعل مشاركة حقيقى نوع من أنواع زواج المشاعر والأفكار،ولو مؤقت آنى وسريع بين طرفين مختلفين ومتباعدين «»
فى كتابه «شدو طائر عربي» جمع باقة من الحوارات التى تناولت الكثير من القضايا الفكرية والثقافية والابداعية والفنية من وجهة نظر مجموعة من الأدباء والفنانين العرب مثل الكاتب المغربى محمد شكرى صاحب «الخبز الحافي» والشاعر اليمنى الدكتور عبد العزيز المقالح ، والفنان المسرحى التونسى المنصف السويسى ،والفنان المغاير مارسيل خليفة ، والروائى السعودى عبد الرحمن منيف ، والروائى الجزائرى واسينى الأعرج ، وأيضا الروائى يوسف القعيد الذى يصفه بأنه «من أبرز كتاب جيل الستينات فى مصر والمنطقة العربية ومن أكثرهم وعيا وفهما للواقع العربى وطموحاته ، نهوضه وسقوطه وانكساره وتحدياته «». ويجىء كتاب إبراهيم جاد الله «بيت من زجاج وحجر» ليعكس وبجلاء تلك الرؤية التى تتشبث بحلم القومية ، ولكن ليس بمفهومها العادى المنسحب على الجنس كعرب فقط ، بل يتحدث عن الثقافة الواحدة فى تجذراتها المتشابهة ، وفى ثمارها وتبرعماتها المتنوعة يضم الكتاب مجموعة من المقالات التى تتناول وكما يذكر الكاتب نفسه «»رؤى مغايرة عن أفكار عابرة ، تحاول استباق المألوف أو تجاوزه، وأخرى متجذرة تجذر اليقين».
يتحدث عن الثقافة واشكالياتها وعن المثقف الذى يصفه بأنه «مسكين ويكون أكثر مسكنة إذا كان مبدعا أديبا أو شاعرا او صحافيا» وذلك لأنه»أضعف حلقات السلسلة الثقافية التى تتكون من مبدع وقارئ ووسيلة نقل للإبداع»
وفى مقال بعنوان «سؤال الكتابة وخيارات الكاتب «يطرح الكاتب سؤالاً : « ما الذى نكتبه اليوم؟»مفرقا بينه وبين سؤال آخر لا يقل أهمية «ما الذى نكتب عنه؟» بعد أن حلل اتجاهات الكتابة ومقاصدها منتهيا برأى قد يراه كثيرون منطقيا ، بل ربما يكون هو الحل الوحيد لتقبل الرأى الآخر «ليس المطلوب أن يبحث الكاتب عن قضية كى يعتنقها ، ولكن من الضرورى ألا يتجاهل أو ينكر القضايا القائمة».
يتناول الكاتب أيضا قضية الرقابة على الإبداع والتى لا تقتصر على الرقابة الرسمية التى تمارسها بعض جهات القراءة والنشر بل تمتد إلى الرقابة الذاتية أو «الأهلية أى التقاليد والأعراف الدينية والاجتماعية»، وتناول أيضا ما أسماه «لغة الاحتراب ،والمدارس الأدبية» ليتحدث عن انتهاء عصر المدارس الأدبية المقولبة التى راجت فى الستينات من القرن العشرين وعن محاولة بعض الحداثيين استنساخ اتجاهات جديدة من تلك المدارس التى فقدت بريقها السابق.
لم تقتصر مساهمات الروائى ابراهيم جادالله على الاعمال الفردية أى التى يتصدر اسمه غلافها متفردا ككاتب يمتلك العمل ،بل لقد كان له سبق فتح طاقة العمل المشترك فى عمل واحد ،بل لقد تحدى حدود الجغرافيا التى نشأ رافضا لها منذ تشكل وعيه القومى ليكتب رواية «ايميلات تالى الليل» بالاشتراك مع الأديبة العراقية كلشان البياتى وذلك باستخدام تقنية الايميلات والعمل عن طريق التواصل عبر شبكة الانترنت التى أزالت كل الحواجز لتخرج الرواية المشتركة لافتة فى مضمونها وفى التقنية المكتوبة بها
مجلة اكتوبر العدد1725.
No comments:
Post a Comment